في زمن الحرب وكورونا .. اليمنيون عاجزون عن شراء أضاحي العيد - بوابة برس

مدونة تهتم بمواضيع السياسة والإقتصاد العالمي والعربي وكل جديد التكنولوجيا والإنترنت منوعات مميزة عالم من المعرفة

اخر الأخبار

اعلان

في زمن الحرب وكورونا .. اليمنيون عاجزون عن شراء أضاحي العيد


بصوت ممزوج بالحسرة، يقول العودي، الذي يعمل سائق باص وسط مدينة إب (الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي) إن الأضحية أصبحت مستحيلة كالحج في الإسلام “لمن استطاع إليها سبيلا”، مع ارتفاع أسعار الأضاحي ومجمل السلع من المواد الغذائية.

يحل عيد الأضحى ضيفا ثقيلا على كاهل اليمنيين الذين يرزحون تحت نيران الحرب، في ظل تفشٍ لجائحة الوباء العالمي (كوفيد- 19)، وانقطاع الرواتب وتوقف غالبية الأعمال.

فاليوم الذي كان سيجلب الفرحة إلى منازلهم ووجوه أطفالهم بات مناسبة لتذكيرهم بأوضاع بائسة أعجزت الكثيرين منهم عن شراء الأضحية، والاعتماد في العيد على الدواجن.



مجاعة

ويحل عيد الأضحى، الجمعة القادمة، بينما تجد ملايين الأسر اليمنية نفسها على شفا مجاعة، فيما أصبحت طقوس العيد، التي كانوا يعيشونها من شراء أكثر من خروف للعيد وإعداد أصناف الكعك والحلويات، مجرد ذكريات.

وفضلا عن تدهور الأوضاع في كافة القطاعات، ولا سيما القطاع الصحي والاقتصادي، جعلت الحرب أكثر من 20 مليون يمني (من أصل حوالي 27.4 مليون نسمة) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.

وحذرت الأمم المتحدة – في تقريرها الصادر منتصف يوليو/تموز الجاري – من مجاعة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن هناك 20 مليون يمني حاليا يعانون من انعدام الأمن الغذائي (من أصل 30 مليونا) في ظل جائحة الوباء العالمي كورونا.



عقبات تثقل كاهل اليمنيين

ومع اشتداد أزمة الحرب، وتردي الوضع الاقتصادي والمعيشي والصحي للكثير من الناس، غدت أضاحي العيد عقبات جديدة تثقل كاهل اليمنيين، إذ وصل متوسط سعر الخروف الواحد إلى 90 ألف ريال هذا العام، في حين بلغ متوسط سعر الثور 650 ألف ريال، وهي زيادة باهظة مقارنة بالأعوام الماضية؛ جعلت الكثير من الناس يفكرون بالاستغناء عن الأضاحي التي غدت استحقاقا ثقيلا لدى المقتدرين، ومنبع ألم كبير بالنسبة للعاجزين.

ورغم أنه العيد السادس في ظل الحرب، القائمة في البلاد منذ 26 مارس 2015، إلا أنه الأول الذي اختفت ملامحه بشكل شبه تام؛ جراء اتساع رقعة الفقر بشكل غير مسبوق، وتوقف رواتب موظفي الدولة منذ قرابة خمسة أعوام، إلى جانب جائحة كورونا، والتراجع الكبير في تمويل المساعدات هذا العام.

المعاناة نفسها لا تختلف من مواطن لآخر، جيث يشير موسى سعيد، عامل بالأجر اليومي، إلى أن حالة المواطن المعيشية، حالت دون شراء أضحية العيد، وبات هم المواطن البسيط توفير لقمة العيش، والأشياء الضرورية للأسرة، والاستغناء عن كافة الكماليات الأخرى.

في حديثه لـ “بلقيس”، يقول سعيد إنه وبصفة شخصية لا يهتم بشراء الأضحية خلال السنوات الأخيرة، ليكتفي بشراء لحم العيد بـ “الكيلو” من محلات التجزئة، وهذا هو حال ميسوري الحال، فيما السواد الأعظم من المجتمع اليمني، لا يقدروا على شراء حتى “كيلو” واحد من اللحم.



شبه مستحيل

في أحد أسواق المواشي وسط مدينة إب، تفاجأ الحاج صالح قائد (66عامًا)، حين وجد أن المبلغ الذي بحوزته لا يضمن له شراء أضحية، مشيرا إلى أن سعر “الطلي” بمائة ألف ريال.
يضيف الحاج صالح في حديثه لـ “بلقيس”: لا أعمال، لا دخل، لا رواتب، لا غاز، وحرب وكورونا، فشراء الأضحية في الوقت الراهن بات من عجائب الدنيا، بل ومن المستحيل أن يكون ذلك، مشيرا إلى أن أعلى تفكير للمواطن اليمني هو كيف يوفر القوت الضروري له ولأولاده من الأشياء البسيطة جدا.

ويتابع أن “ملايين اليمنيين لا يستطيعون توفير قطعة الخبز، وليس قطعة لحم، وبالتالي لن يكونوا قادرين حتى على شراء الدواجن”.



تدهور العملة

من جهته، أرجع نصر حسان أحد تجار المواشي في مدينة إب ارتفاع أسعار الاضاحي هذا العيد إلى تدهور العملة المحلية (الريال اليمني) أمام العملات الصعبة، بالإضافة إلى تدني مستويات استيراد الثروة الحيوانية “الأبقار والأغنام والماعز”، من أثيوبيا وبعض دول القرن الأفريقي، نتيجة الحصار المفروض من قبل التحالف على اليمن.

وأفاد التاجر في حديثه لـ “بلقيس” أنه مع تدني الاستيراد الخارجي للمواشي، وانخفاض العرض على الطلب للثروة الحيوانية المحلية، تسببت بارتفاع أسعار الأضاحي.

بصوت ممزوج بالحسرة، يقول العودي، الذي يعمل سائق باص وسط مدينة إب (الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي) لـ “بلقيس” إن الأضحية أصبحت مستحيلة كالحج في الإسلام “لمن استطاع إليها سبيلا”، مع ارتفاع أسعار الأضاحي ومجمل السلع من المواد الغذائية.

يحل عيد الأضحى ضيفا ثقيلا على كاهل اليمنيين الذين يرزحون تحت نيران الحرب، في ظل تفشٍ لجائحة الوباء العالمي (كوفيد- 19)، وانقطاع الرواتب وتوقف غالبية الأعمال.

فاليوم الذي كان سيجلب الفرحة إلى منازلهم ووجوه أطفالهم بات مناسبة لتذكيرهم بأوضاع بائسة أعجزت الكثيرين منهم عن شراء الأضحية، والاعتماد في العيد على الدواجن.



مجاعة

ويحل عيد الأضحى، الجمعة القادمة، بينما تجد ملايين الأسر اليمنية نفسها على شفا مجاعة، فيما أصبحت طقوس العيد، التي كانوا يعيشونها من شراء أكثر من خروف للعيد وإعداد أصناف الكعك والحلويات، مجرد ذكريات.

وفضلا عن تدهور الأوضاع في كافة القطاعات، ولا سيما القطاع الصحي والاقتصادي، جعلت الحرب أكثر من 20 مليون يمني (من أصل حوالي 27.4 مليون نسمة) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.

وحذرت الأمم المتحدة – في تقريرها الصادر منتصف يوليو/تموز الجاري – من مجاعة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن هناك 20 مليون يمني حاليا يعانون من انعدام الأمن الغذائي (من أصل 30 مليونا) في ظل جائحة الوباء العالمي كورونا.



عقبات تثقل كاهل اليمنيين

ومع اشتداد أزمة الحرب، وتردي الوضع الاقتصادي والمعيشي والصحي للكثير من الناس، غدت أضاحي العيد عقبات جديدة تثقل كاهل اليمنيين، إذ وصل متوسط سعر الخروف الواحد إلى 90 ألف ريال هذا العام، في حين بلغ متوسط سعر الثور 650 ألف ريال، وهي زيادة باهظة مقارنة بالأعوام الماضية؛ جعلت الكثير من الناس يفكرون بالاستغناء عن الأضاحي التي غدت استحقاقا ثقيلا لدى المقتدرين، ومنبع ألم كبير بالنسبة للعاجزين.

ورغم أنه العيد السادس في ظل الحرب، القائمة في البلاد منذ 26 مارس 2015، إلا أنه الأول الذي اختفت ملامحه بشكل شبه تام؛ جراء اتساع رقعة الفقر بشكل غير مسبوق، وتوقف رواتب موظفي الدولة منذ قرابة خمسة أعوام، إلى جانب جائحة كورونا، والتراجع الكبير في تمويل المساعدات هذا العام.

المعاناة نفسها لا تختلف من مواطن لآخر، جيث يشير موسى سعيد، عامل بالأجر اليومي، إلى أن حالة المواطن المعيشية، حالت دون شراء أضحية العيد، وبات هم المواطن البسيط توفير لقمة العيش، والأشياء الضرورية للأسرة، والاستغناء عن كافة الكماليات الأخرى.

في حديثه لـ “بلقيس”، يقول سعيد إنه وبصفة شخصية لا يهتم بشراء الأضحية خلال السنوات الأخيرة، ليكتفي بشراء لحم العيد بـ “الكيلو” من محلات التجزئة، وهذا هو حال ميسوري الحال، فيما السواد الأعظم من المجتمع اليمني، لا يقدروا على شراء حتى “كيلو” واحد من اللحم.



شبه مستحيل

في أحد أسواق المواشي وسط مدينة إب، تفاجأ الحاج صالح قائد (66عامًا)، حين وجد أن المبلغ الذي بحوزته لا يضمن له شراء أضحية، مشيرا إلى أن سعر “الطلي” بمائة ألف ريال.
يضيف الحاج صالح في حديثه لـ “بلقيس”: لا أعمال، لا دخل، لا رواتب، لا غاز، وحرب وكورونا، فشراء الأضحية في الوقت الراهن بات من عجائب الدنيا، بل ومن المستحيل أن يكون ذلك، مشيرا إلى أن أعلى تفكير للمواطن اليمني هو كيف يوفر القوت الضروري له ولأولاده من الأشياء البسيطة جدا.

ويتابع أن “ملايين اليمنيين لا يستطيعون توفير قطعة الخبز، وليس قطعة لحم، وبالتالي لن يكونوا قادرين حتى على شراء الدواجن”.



تدهور العملة

من جهته، أرجع نصر حسان أحد تجار المواشي في مدينة إب ارتفاع أسعار الاضاحي هذا العيد إلى تدهور العملة المحلية (الريال اليمني) أمام العملات الصعبة، بالإضافة إلى تدني مستويات استيراد الثروة الحيوانية “الأبقار والأغنام والماعز”، من أثيوبيا وبعض دول القرن الأفريقي، نتيجة الحصار المفروض من قبل التحالف على اليمن.

وأفاد التاجر في حديثه لـ “بلقيس” أنه مع تدني الاستيراد الخارجي للمواشي، وانخفاض العرض على الطلب للثروة الحيوانية المحلية، تسببت بارتفاع أسعار الأضاحي.