في عام 232 هـ أمر الخليفة ( الواثق بالله ) عن اصعب مهمة بحث في التاريخ البحث عن سد يأجوج ومأجوج فوجدوا شئ غريب .
ما الذي وجدوا وكيف شكل السد وأين يقع ؟
اولا قوم يأجوج ومأجوج قبيلتين من سلاسة آدم عليه السلام، وهم الذين حبسهم ذو القرنين في القصة المعروفة التي ذكرت في القرآن الكريم .
لكن هل هناك من رأى السد ؟
تبدأ قصتنا قبل 1209 عام حيث رأى الخليفة ( الواثق في الله ) في المنام ان سد يأجوج ومأجوج قد فتح ، أرعبته تلك الرؤيا فأراد ان يتطمن ، فأمر شخص يقال له ( سلام الترجمان ) بالبحث عن السد والنظر اليه للأطمنان عليه .
ضُم مع ( سلام الترجمان ) خمسين رجل ، فاعطوا المال والمؤن والبغال تجهيزًا لاخطر واغرب رحلة استكشافية في حياتهم ، وقد اختار الخليفة ( سلام الترجمان ) لانه يتقن الكثير من اللغات .
بعد جمع الرجال مع ( سلام ) اعطى الخليفة كل واحد منهم 10 الاف دينار ومؤونة ، وارسل معهم رسالة الى حكام الممالك التي سوف يمرون بها لتسهيل رحلتهم .
بدأت رحلتهم من مدينة ( سر من رأى ) الى ( أرمينيا ) ، وصلوا اليها فسمح لهم صاحب البلاد بالعبور وقضى حوائجهم ، فأنطلقوا حتى وصلوا الى ( مملكة الخزر ) فبعث معهم ملك الخزر 5 رجال ليدلوهم
خرجوا من مدينة ( الخزر ) وساروا لمدة 26 يومًا حتى وصلوا الى ارض سوداء نتنة لايوجد فيها حياة فأخذوا شئ يحجب عنهم الرائحة ، فمشوا حتى خرجوا من تلك الارض بعد 10 ايام .
فأقبلوا على ارض هلكاء مدمرة ، فسألوا عن سبب هلاكها فقيل ان يأجوج ومأجوج خربوها واهلكوها .
فمشوا فيها 27 يومًا ..
وصل ( سلام الترجمان ) ومن معه الى حصن وبلاد قرب السد فوجدوا فيها قوم مسلمين يتكلمون العربية والفارسية ويقرأون القرآن ولهم مساجد .
سأل سكان المدينة ( سلام ومن معه) فقالوا : من اين اتيتم ؟ واين تريدون ؟ .
فقال ( سلام ) نحن رسل من امير المؤمنين ، فتعجبوا وقالوا امير المؤمنين ؟ واين يكون ؟
فقال لهم ( سلام ) بالعراق في مدينة ( سر من رأى ) ، فقالوا : ماسمعنا بهذا قط ..
لم يعرفوا شئ بسبب عزلتهم عن العالم
بعدها خرجوا من الحصن حتى وصلوا الى جبل أملس ضخم ليس عليه شئ من النبات ، وصف ( سلام الترجمان ) السد وصفا دقيقا ، قال : ان الجبل مقطوع بوادي عرضة 150 ذراع ، وأن هناك عضادتان ( عامودان ) على جانب الوادي وكل عامود عرضة 25 ذراع
♨ الذراع يساوي 18 بوصة اي تقريبا ( 46 سنتيمترا ) .
ورأوا باب حديد ضخم طرفاه على العضادتان ( العامودان ) طوله 120 ذراع ، وكان فوق الباب بناء بالحديد والنحاس الى اعلى الجبل ، وصف ارتفاعه بانه على مد البصر .
وعلى الباب قفل طوله 7 اذرع و ارتفاع القفل من الارض 25 ذراعاً ، وفوق القفل رأوا غلق وعليه مفتاح معلق طوله ذراع ونصف .
كان عند الباب حصنان عظيمان طول كل واحد منهما 200 ذراع وبينهما عين عذبة وفي احد الحصنين بقية من الة البنيان التي بني منها السد ، وجدوا فيها قدور ومغارف حديدية والتي كانت تستعمل في بالبناء .
وكان رئيس الحصن يخرج كل جمعة ومعه 10 فوارس ، فيضربون القفل بمطرقة ثلاث مرات ليسمع الذين وراء الباب الصوت ، فيعلموا ان هناك حفظة تحمي الباب .
وكان الرئيس ومن معه يتسمعون من وراء الباب لكي يعلموا انهم لم يحدثوا شيئا في الباب .
سأل ( سلام الترجمان ) اهل تلك البلاد عن ما إذا رأوا احدًا من يأجوج ومأجوج ؟ .
فقالوا انهم رأوا عدد فوق الشرف ذات مرة ، فهبت ريح سوداء فألقتهم ، وذكروا ايضا انه كان مقدار الواحد منهم شبرًا ونصف
بعدها همَّ( سلام ) ومن معه بالانصراف والرجوع الى العراق ، وقد استغرقت رحلتهم 18 شهرًا .
هذه كانت رحلتهم بكل اختصار ، لكن اين يوجد السد تحديدًا ؟
لا احد يعلم مكانه تحديدًا لكن هناك خرائط تبين مكانهم
هناك خريطة قديمة للأدريسي وابن حوقل توضح تقريبا مكان الردم الذي بناه ذو القرنين ، وتشابه الى حد كبير المكان الذي ذهب اليه ( سلام الترجمان ) .
وتوضح الخريطة ان السد يوجد في اقصى الشمال الشرقي للجزيرة العربية .
♨️ الخريطة عكس خرائط الحالية.
المصادر
1- كتاب المسالك والممالك للبكري .
2- كتاب آثار البلاد وأخبار العباد .