مناظرة بين الحق والباطل من التاريخ الاسلامي - بوابة برس

مدونة تهتم بمواضيع السياسة والإقتصاد العالمي والعربي وكل جديد التكنولوجيا والإنترنت منوعات مميزة عالم من المعرفة

اخر الأخبار

اعلان

مناظرة بين الحق والباطل من التاريخ الاسلامي

 


نقدم لكم قصة من التاريخ الاسلامي  

من مناظرة سعيد بن جبير والحجاج بن يوسف

اولا نأخذ نبذة قصيره  عن من هو سعيد بن حبير رضي الله عنه 
قاد سعيد بن جبير العلم في العصر الأموي، بعدما درسه على يد حبر الأمة عبد الله بن عباس وعن أم المؤمنين السيدة عائشة، حتى صار يوصف بالإمام الحافظ القارئ والعالِم الشامخ التقي الذي لم يعش طويلاً. 


سكن مدينة الكوفة ونشر العلم فيها، وكان من علماء التابعين. فطبعت شخصيته التاريخ الإسلامي، لا سيما بعد أن مات شهيداً ثائراً في وجه الحجاج بن يوسف، الذي قتله بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على بني أمَيّة. 

 و الان المنــاظـرة 

بين سعيد بن جبير والحجاج بن يوسف


الحجاج: ما اسمك؟

سعيد: سعيد بن جبير.

الحجاج: بل أنت شقي بن كسير.

سعيد: بل أنا سعيد بن جبير

الحجاج: بل أنت شقي بن كسير

سعيد: أمي كانت أعلم باسمي منك.

الحجاج: والله لاقتلنك

سعيد: إني إذن لسعيد كما سمتني أمي.

الحجاج: شقيتَ أنت، وشقيتْ أمك.

سعيد: الغيب يعلمه غيرك.

الحجاج: لأبدلنَّك بالدنيا نارًا تلظى.

سعيد: لو علمتُ أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهًا.

الحجاج: فما قولك في محمد.

سعيد: نبي الرحمة، وإمام الهدى، خير من بقى وخير من مضى.

الحجاج: فما قولك في علي بن أبي طالب

 أهو في الجنة أم في النار؟

سعيد: لو دخلتها؛ فرأيت أهلها لعرفت.

الحجاج: فما قولك في الخلفاء؟

سعيد: لست عليهم بوكيل.

الحجاج: فأيهم أعجب إليك؟

سعيد: أرضاهم لخالقي.

الحجاج: فأيّهم أرضي للخالق؟

سعيد: علم ذلك عند ربّي يعلم سرهم ونجواهم.

الحجاج: أبيتَ أن تَصْدُقَنِي.

سعيد: إني لم أحب أن أكذبك.

الحجاج: فما تقول في معاوية؟

سعيد: شغلني نفسي عن تصريف هذه الأمة وتمييز أعمالها.

الحجاج: فما تقول فيّ؟

سعيد: أنت أعلم بنفسك

الحجاج: بت بعلمك

سعيد: إذن يسؤك ولا يسرك

الحجاج: بت بعلمك

سعيد: إعفني

الحجاج: لا عفا الله عني إن عفوتك

سعيد: إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى، ترى لنفسك أمورا تريد بها الهيبة وهي تقحمك الهلكة وسترد غداً فتعلم.

الحجاج: أنا أحبّ الى الله منك

سعيد: لا يقدم أحد على ربّه حتى يعرف منزلته منه، والله بالغيب أعلم.

الحجاج: كيف لا أقدم علي ربّي في مقامي هذا وأنا مع إمام الجماعة وانت مع إمام الفرقة والفتنة!

سعيد: ما أنا بخارج عن الجماعة، ولا أنا براض عن الفتنة...

الحجاج: والله لأقتلنك قتلةلم أقتلها أحداً قبلك، ولا أقتلها أحداً بعدك.

سعيد: إذن تفسد عليّ دنياي وأفسد عليك آخرتك

الحجاج: فما بالك لم تضحك؟

سعيد: وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار؟!

الحجاج: فما بالنا نضحك؟

سعيد: لم تستوِ القلوب

الحجاج: كيف ترى ما نجمع لأمير المؤمنين؟

سعيد: لم أرى

ثم أمر الحجاج بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ فوضعت بين يدي سعيد.

سعيد: إن كنت جمعت هذا لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح والا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ولا خير في شيء جمع للدنيا الا ما طاب وزكا.

الحجاج: ويلك يا سعيد

سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار.

الحجاج: فاختر أيَّ قتله أقتلك.

سعيد: اختر لنفسك ـ يا حجَّاج ـ فوالله، ما تقتلني قتله إلاَّ قتلك الله مثلها في الآخرة.

الحجاج: أفتُريد أنْ أعفو عنك؟

سعيد: إنْ كان العفو فمِن الله. وأمَّا أنت فلا براءة لك ولا عذر.

الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه.

فلمَّا خرج من الباب ضحك. فأُخبر الحجَّاج بذلك فأمر بردِّه وقال: ما أضحكك؟!

عجبت مِن جُرأتك على الله وحِلم الله عنك....


فأمر الحجَّاج بالنطع فبًسط ، فقال: أقتلوه. قال سعيد: "وجَّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مُسلماً وما أنا مِن المُشركين".

 قال الحجاج: شدُّوا به لغير القبلة! 

قال سعيد: ﴿فأينما تولُّوا فثمَّ وجه الله﴾.


قال: كبُّوه على وجهه. 

قال سعيد: ﴿منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نُخرجكم تارة أُخرى﴾.

قال الحجَّاج: اذبحوه. 

قال سعيد: أمَّا أنَّي أَشهد وأحاجُّ أنْ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبده ورسوله. خُذْها منِّي حتَّى تلقاني يوم القيامة. ثمَّ دعا سعيد الله فقال: 

اللَّهمَّ لا تُسلِّطه على أحد يقتله بعدي.

 ولم يعش الحجَّاج بعده طويلا، وظلَّ يُنادي فيها: "مالي ولسعيد بن جبير كلَّما أردت النوم أخذ برجلي".....

انتهى. 

شكرا لكم واتمنى انكم استمتعتم واستفدتك 

 انتظرونا في قصص فمن التاريخ الاسلامي

 

المصدر : مراجعات #بوابة_برس