لماذا حذر النبي محمد من الحسد - بوابة برس

مدونة تهتم بمواضيع السياسة والإقتصاد العالمي والعربي وكل جديد التكنولوجيا والإنترنت منوعات مميزة عالم من المعرفة

اخر الأخبار

اعلان

لماذا حذر النبي محمد من الحسد

 


الحسد والعين هما ظاهرتان مرتبطتان بالتأثيرات السلبية التي قد تصيب الإنسان، ولكن لهما أسباب مختلفة.

منذ أربعة عشر قرنًا، أطلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحذيرًا واضحًا ضد الحسد، واصفًا إياه بأنه "آكِلٌ للحسنات" ومصدر لفساد القلوب وتمزق المجتمعات. فالحسد، بحسب التعاليم النبوية، ليس مجرد شعور داخلي سلبي، بل هو مرض روحي وأخلاقي قد يؤدي إلى نتائج مدمرة إذا تُرك دون علاج.


حديث شريف يكشف خطورته

في الحديث النبوي المشهور، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" [رواه أبو داود].

هذا التحذير القاطع يكشف عن أثر الحسد على المستوى الديني، إذ يجعل صاحبه يخسر أعماله الصالحة بسبب مشاعر دفينة من الكراهية والتمني بزوال النعمة عن الآخرين.


جذور نفسية واجتماعية

الحسد لا ينشأ من فراغ، بل غالبًا ما يكون نتيجة مباشرة لمشاعر نقص أو مقارنة مستمرة بالآخرين، مما يدفع الإنسان للنظر إلى ما في أيدي غيره بنقمة لا بنعمة. ويحذر علماء النفس من أن الحسد المزمن لا يؤدي فقط إلى ضغوط نفسية، بل قد يدفع البعض إلى السلوك العدواني أو التخريب أو حتى القطيعة الاجتماعية.


آثار الحسد في المجتمع

من منظور اجتماعي، يُعد الحسد عاملًا رئيسيًا في تفكك العلاقات، سواء داخل الأسرة أو في بيئات العمل والمجتمع. وقد نبّه النبي محمد إلى ذلك حين قال: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا" [رواه البخاري ومسلم].

فالمجتمع الذي يسوده الحسد هو مجتمع مهدد بالانقسام والخصام، حيث تغيب المحبة وتسود الأنانية.


وقاية نبوية

لم يكن تحذير النبي من الحسد مجرد توصية عابرة، بل جاء ضمن منظومة شاملة للتطهير القلبي والتزكية النفسية. فقد شجع الإسلام على التواضع، وحُسن الظن، والدعاء للغير بالبركة، بل وأمر بالاستعاذة من شر الحاسد، كما ورد في قوله تعالى: "ومن شر حاسد إذا حسد" [سورة الفلق: 5].


ولم يكن تحذير النبي محمد من الحسد تحذيرًا دينيًا فقط، بل دعوة إلى حماية النفس والمجتمع من آفة خطيرة تتسلل إلى القلوب وتُفسد الأعمال والعلاقات. وفي عالمٍ باتت فيه المقارنات أكثر حضورًا من القناعة، تظل وصية النبي نورًا يرشد إلى طمأنينة النفس وسلام المجتمع.

الحسد يأتي من تمني زوال النعمة عن شخص آخر، بينما العين تأتي من الإعجاب الشديد بشيء ما معتقدًا أن هذا الإعجاب قد يسبب ضررًا. 

المصدر :بوابة برس متابعات